آخر سؤال في امتحانات اللغة العربية في المرحلة الابتدائية والإعدادية كان دائما (اكتب ما يملى عليك) بمعنى أن علاقتي مع هذا السؤال انتهت منذ حوالي 8 سنوات. ولكن ما سبب رجوعي بالزمن لأتذكر شيء قد يتعجب الكثيرون بل الجميع من إني أتذكره والقي عليه الضوء؟ السبب هو الكم الهائل من الأخطاء الإملائية التي يقع فيها الكثيرون ومنهم أنا بكل تأكيد. بكل أسف ;كلا منا على دراية بعلوم تخصصه الدراسي أو المهني، على دراية باللغة العالمية الأولى "الانجليزية" ولكن لا احد على علم بلغته الأم لغته القومية اللغة العربية وبمناسبة الموضوع فان اللغة العربية هي اللغة العالمية الخامسة بعد الانجليزية والصينية والأسبانية والفرنسية.
سبب كتابتي لهذا الموضوع أن الكثيرون عند كتابة سيرتهم الذاتية يكتبون أن اللغة العربية هي لغتهم الأم ولكن البعض الآخر يكتبون انهم يتحدثون ويكتبون العربية بطلاقة! هل نحن بالفعل نتحدث ونكتب العربية بطلاقة؟
بالنسبة للكتابة نجد الكثير من الأخطاء الإملائية تتواجد بشكل اكبر في المواضع التالية: (التاء والهاء المربوطة، الياء والألف اللينة، والهمزات). بالنسبة للتاء المربوطة والهاء المربوطة والهمزات بكل تأكيد إنها أخطاء قاتلة. أخطاء التاء المربوطة والهاء المربوطة في الكتابة هي مجرد نتيجة للكسل سواء كانت الكتابة يدوية وسواء كانت الكتابة من خلال لوحة المفاتيح على جهاز الكومبيوتر فان كتابة حرف الهاء أسهل حيث انه يوجد بالصف الأعلى في لوحة المفاتيح مع أكثر الحروف استخداما. ولكن بالطبع هذا ليس مبرر أبدا حيث ان السبب الرئيسي هو الجهل باللغة حيث لو اننا على علم بالاختلاف بين الهاء المربوطة والتاء المربوطة لعلمنا انهم يختلفون تماما نفس اختلاف حرفي السين مع القاف. أيضا من أهم الأخطاء والتي نجهل بها هي كيفية كتابة الهمزات في مواضعها الصحيحة.
الوضع الافتراضي في الكتابة في مصر أننا لا نميز بين الياء والألف اللينة؛ وكلاهما يكتبان ألف لينة وعلينا التميز في النطق بانفسنا سواء بالكسر أو الفتح وأنا بالطبع احترم هذا الوضع إذا كان وضعا ثابتا ومحدد ولكن لاحظت كثيرا وحتى في الصحف الرسمية التي تدعم هذا النظام في الكتابة أجد في بعض المواضيع التي تكتب بعض الكلمات محتوية على ألف لينة أو ياء شكلا ولكنها لا تتوافق مع النطق وبالتالي نجد أن الكتابة أصبحت تتبع مبدأ (الأقرب والأسهل للصوابع) وبذلك بدون أدنى احترام للغة ولا للهوية. وليس فقط في الصحف أو الكتب ولكن أيضا في بعض المستندات الرسمية كما موضح بالصورة التالية:
نجد أن الكتابة تمت من خلال مبدأ (الأقرب والأسهل للصوابع) في وثيقة رسمية حيث تمت كتابة كلمة "تمهيدي" بشكل صحيح ولكن دون قصد! وتمت كتابة كلمة "القوي" بشكل خاطئ على الرغم من إنها ألف لينة وليست ياء. وإذا كانت دلائل وجودنا عبارة عن مجرد أوراق وتلك الأوراق كتبت بشكل خاطئ بدون أدنى احترام باللغة ولا اعتبار للهوية ولا الأصل. بالتالي نجد أن وجودنا نفسه مشوش غير واضح المعالم كاللغة التي تصف وجودنا وترسم ملامح تاريخ كلا منا.
من منا عند الكتابة بلغة أخرى نسى كتابة نقاط حرفي i أو j أو نسى كتابة أي Accent في اللغة الفرنسية او عدم الإهتمام بكتابة Umlaut في اللغة الألمانية!
بالنسبة لتحدث العربية بالطبع أنا لا أتحدث عن اللكنة المحلية للغة ولكن أود أن اعقد مقارنة بين بعض الحالات، في اللغة الانجليزية هناك العديد من أخطاء تحدث اللغة مثل نطق Of وOff ونطق حرفي P وB وايضا نطق TH وZ بالشكل الصحيح. عند حدوث أي من هذه الأخطاء نجد ردود أفعال ضد صاحب هذا الخطأ. ولكن ماذا عن نطق حروف الثاء والظاء والذال والزين وغيرها من قواعد نطق اللغة؟
ماهي مشكلة اللغة العربية والناطقين باللغة العربية؟
ما سبب انحدار اللغة بهذا الشكل؟
أي شخص لو تحدثنا معه عن اللغة العربية بكل تلقائية وبدون تفكير سيجيب قائلا: "انت بتتكلم في ايه، دي لغة القرآن الكريم". وطالما انها لغة القرآن الكريم. هل حافظنا عليها، ام احتقرناها وضيعناها.
في النهاية أود أن اسجل آسفا لكل من قرأ الموضوع إذا احتوى على أي خطأ إملائي. ولماذا لا نبدأ من خلال هذا الموضوع دعوة أو حملة لاحياء اللغة العربية والتي شارك كلا مننا في جرم عدم الحفاظ عليها وضياع ملامحها وجعلها مجرد مسمى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق